بعد تجربة كتابي السابق "دفاعاً عن الجنون" خطر لي أن أعيدالكرة. والمسألة باختصار هي أنني أنتقي من الأشياء التي سبق لي أن نشرتها في دوريات أو مقدمات لكتب، ما ارى أنه صالح بعد أوانه.
وهذا الكتاب ليس تكملة للكتاب السابق، بل هو نسج على منواله.
إنه يحتوي على آراء لي في الفن والثقافة والصحافة والمرأة (وبعض السياسة). والسؤال الذي واجهني في كتابي الأول يواجهني الآن: ما الذي يجمع بين هذه المقالات؟
والجواب بالسذاجة التي أجبت عليه في ما سبق: الذي يجمع بين هذه المقالات هو أنني أنا كتبتها.
فالآراء هنا خي آرائي، التي قد تعني بعضهم، وقد لا تعني شيئاً للبعض الآخر. ولكن كان يعنيني، أنا، أن أقول هذه الآراء، وأن أسجلها، وبينها توديع لأشهاص مثل عاصي الرحباني والظاهرة الرحباني، حتى توديع عدد من الأصدقاء الذين رحلوا، والذين مروا في حياتي مروراً ليس عابراً. ولعل شيئاً من المرارة ما زال قائماً هنا أيضاً. فلدى مراجعة المقالات اكتشفت أنني أصر مرة أخرى، على الخسارات التي ألمت بحياتنا. وهي خسارات أكبر من الهزائم العسكرية أو السياسية. إنه نزيفنا الإنساني المستمر. والذي يحيوننا... أو يجننا.
يحوي هذا الكتاب ترجمة لعدد من المقابلات التلفزيونية مع بعض أشهر أدباء وشعراء أمريكا اللاتينية، منهم من رحل عن عالمنا تاركاً إرثاً أدبياً عظيماً، ومنهم ما زال معنا إلى اليوم يثري حياتنا بإنتاجه الثقافي.
تنوعت محاور هذه المقابلات بين إضاءة على تفاصيل حياة هؤلاء الأدباء الشخصية وسيرهم الذاتية والفكرية، وبين آرائهم النقدية بتجاربهم الأدبية وتجارب بعض الكتاب الآخرين.
بعض هذه المقابلات أجراها إعلاميون وصحافيون ضمن برامج تلفزيونية، أو كانت لقاءات جمعت أدباء مع بعضهم البعض كمقابلة ماركيز مع نيرودا.
آملين أن يكون هذا الكتاب نافذة لاكتشاف جوانب جديدة عن كتّابٍ أثروا ثقافتنا وجعلوا عالمنا أوسع.
سيجعلك هذا الكتاب دارسا متمرنا في حقل الطبيعة البشرية أولا ستعمل هذه القوانين على جعلك تنظر إلى الناس نظرة بعيدة المدى وبهدو وستساعدك على التحرر من انفعالاتك العاطفية التي تستنزفك بلا مبرر ثانيا ستجعل منك هذه القوانين خبيرا في تفسير الإشارات التي يدأب الناس على إصدارها فتتشكل عندك قدرة كبيرة على الحكم على شخصياتهم ثالثا ستمكنك هذه القوانين من مواجهة ما لا بد أن تصادفه في حياتك من الأصناف السامة من الناس والتغلب عليها رابعا ستعلمك هذه القوانين الأسس الصحيحة لتحريك الناس والتأثيرفيهم خامسا ستمنحك هذه القوانين القوة على تغيير أنماطك السلية