أخذك الكتاب خلال 100 صفحة من القطع المتوسط في رحلة مع الحياة، ستعلم أن كل شيء سيمر وستشكر الموقف الذي حرك فيك المشاعر ليحرك معه قلمك حتى ينسج من تلك الفكرة كلمة، وتؤمن بأنه لا انهزام ولا استسلام مهما كانت الظروف.
أرجو من كل من سيقرأ ألا ينتظر من هذه الصفحات عبرة أو تنظيرا أو رواية أو حدوتة هو مجرد تفريغ لمشاعر عشوائية مختلطة متفرعة ولكنها كتبت من نفس الجرح لا تنتظر من هذه الصفحات أن تجعلك تنسى لن ننسى هذه الصفحات إلي وإلى كل من جرح إلى كل من يجرح إلى كل من سيجرح هذه الصفحات كي لا تشعر أ نك تعاني أو عانيت وحيدا هذه الصفحات كي لا أشعر أنني عانيت في صمتهذه الصفحات تحتوي على الكلمات والمشاعر التي لم أستطع صياغتها في جمل مفهومة وقتها هذه الصفحات تؤكد أنه على الرغم من اختلافنا لكننا متشابهون تماما هذه الصفحات كتبتها حتى تنذكر ما تنعاد
على خلاف السائد في كثير من الأعمال الروائية التي تكون الرواية مبنية حبكتها وجوهرها على أحداث من الماضي أو الحاضر تستحضر المؤلفة ميرة المنصوري في روايتها البوابات الكونية المستقبل وتضع هذا المستقبل بتقنياته الصناعية والحضارية وثورته الاتصالية كواقع تعيشه البشرية الن وهي بهذا تنقل القارئ بمهارة نحو عقود أو قرون قادمة وعندما تريد المؤلفة أن تستحضر الماضي فإنها في الحقيقة تستحضر الحاضر الذي نعيشه الن كونه في الرواية بمثابة زمن انتهىلكن جوانب الدهشة لا تتوقف هنا حيث تأخذ القارئ نحو رحلات في عوالم من الكون الفسيح وتجيد بمهارة ربط هذه العوالم ببعض من الأساطير التي تعايش معها الإنسان طوال حقب زمنية ضاربة العمق في الزمن كما أنها تبحر و تتوغل في كون خر متفرد بحد ذاته كون موجود في كل شخص كون داخلي في كل نفس بشرية ينتظر استكشافهالبوابات الكونية عمل روائي متنوع ضم بين جوانبه الخيال والرعب والابتسامة و حالة الوعي الإنساني بعناصرها و معادلاتها التي تستعرض الحالة الإنسانية بصفة عامة عندما تتلبسها المشاعر والأحاسيس والقيم العديدة مثل الوفا والأمل و اليقين والخيبة والخديعة وكأن المؤلفة ميرة المنصوري تريد القول أن الإنسان هو نفسه في الماضي والحاضر والمستقبل لكن المعنى الحقيقي الذي تؤسس له الرواية يتمثل في سعي الإنسان الأزلي نحو المعرفة وتفسيره للظواهر ومحاولاته لفهم الكون الذي يعيش فيه و الكون الذي بداخلهالبوابات الكونية رواية كتبت بعقل يستحضر المستقبل و يتخطى الحدود المعروفة للمنطق و يسبر أغوار النفس البشرية
كتب الدكتور علي الوردي هذا الكتاب فصولا متفرقة في أوقات شتى وذلك بعد صدور كتابه وعاظ السلاطين وهذه الفصول ليست في موضوع واحد وقد أؤلف بينها أنها كتبت تحت تأثير الضجة التي قامت حول كتابه المذكور وقد ترضي قوما وتغضب خرين ينطلق الدكتور الوردي في مقالاته من مبدأ يقول بأن المفاهيم الجديدة التي يؤمن بها المنطق الحديث هو مفهوم الحركة والتطور فكل شي في هذا الكون يتطور من حال إلى حال ولا راد لتطوره وهو يقول بأنه أصبح من الواجب على الواعظين أن يدرسوا نواميس هذا التطور قبل أن يمطروا الناس بوابل مواعظهم الرنانةوهو بالتالي لا يري بكتابه هذا تمجيد الحضارة الغربية أو أن يدعو إليها إنما قصده القول أنه لا بد مما ليس منه بد فالمفاهيم الحديثة التي تأتي بها الحضارة الغربية تية لا ريب فيها ويقول بأنه ن الأوان فهم الحقيقة قبل فوات الأوان إذ أن العالم الإسلامي يمد القوم بمرحلة انتقال قاسية يعاني منها لاما تشبه لام المخاض فمنذ نصف قرن تقريبا كان العالم يعيش في القرون الوسطى ثم جات الحضارة الجديدة فجأة فأخذت تجرف أمامها معظم المألوف لذا ففي كل بيت من بيوت المسلمين عراكا وجدالا بين الجيل القديم والجيل الجديد ذلك ينظر في الحياة بمنظار القرن العاشر وهذا يريد أن ينظر إليها بمنظار القرن العشرين ويضيف قائلا بأنه كان ينتظر من المفكرين من رجال الدين وغيرهم أن يساعدوا قومهم من أزمة المخاض هذه لكنهم كانوا على العكس من ذلك يحاولون أن يقفوا في طريق الإصلاح على ضو ذلك يمكن القول بأن الكتابة هو محاولة لسن قراة جديدة في مجتمع إسلامي يعيش كما يرى الباحث بعقلية الماضين عصر التطور الذي يتطلب رؤيا ومفاهيم دينية تتماشى وذلك الواقع المعاش
إنها ليست أساطير تروى و لا حكايات تحكى إنها دموع والم حقيقية نسجتها يد الأيام في قلوبهن قد يكون السبب تمردأ باطني أو ارتباطا أهوجا أو حظا عاثرا متبعثر تختلف في السبب لكنها تجتمع في النهاية نهاية تضحية بكل معانيها بالمال والنفس والكرامة من أجل أناس يستحقون وقد لا يستحقون كل ذلك بدافع عظيم و قناعة أصيلة متأصلة وقد يكون حلا وحيدا لا خيار سواه
وتجاوزها لعقبات أدمت قلبها الا انها لم تقبع باكية بل مضت في طريقها متسلحة بصبرها وذكائها وانوثتها حتى ملكت القلوب وحولت النفور لعشق ابدي… نسجت لكم خطاها