سأتأكد من أن الجميع نيام أمي وأخي سعود وأختي سلمى والخادمة بعدها سأفتح علبة الحبوب التي ابتعتها من الصيدلية وسأضع أكبر كمية ممكنة في قبضة يدي سأغلق قبضة يدي لكي لا تسقط الحبوب سأحكمها بقبضتي هذه وأحافظ عليها كأنها عملات ذهبية ثمينة سأفتح هاتفي النقال لكي أشاهد صورة عائلتي للمرة الأخيرة في حياتي بعدها سأفتح يدي وأبتلع الحبوب كلها دفعة واحدة سأضع رأسي على مخدتي وأغلق عيناي
الكتاب رحلة في أعماق الذات البشرية بأسلوب وجداني فيه ذوق وإحساس وتجربة روحية متوهجة هو ندا للاستيقاظ يروي حكاية قلب أصابه السقم من هذا العالم واشتاق إلى عالم أكثر نورانية إنه جرعات روحية لاستعادة الصفا فيه حكايات واشراقات ممزوجة بأناشيد وتأملات تلامس أماكن عميقة في الإنسان مستلهما روح التصوف الانساني والاخلاقي المنفتح على الحياة كأسلوب في التفكير وطريقة مبدعة لحل المشاكل بالتصافي مع النفس والكون بالعمل الجاد وتمثيل الله بأجمل ما يمكن على الارض الروحانية ليست مذهبا جديدا بل أسلوب تفكير ونمط حياة يمارسه المؤمن وغير المؤمن هو العيش في حالة من الصفا مع النفس ومع الخلق وتحرير الإنسان من ظلمة الأنا ومن كل فكر متعصب يحتكر الحقيقة
في "صداقة مع ابن شقيق فيتغنشتاين"، الذي يُعتبر الأكثر عذوبة ودفئاً إنسانياً من بين كل ما كتبه برنهارد، يتحدث الكاتب عن علاقته بباول، ابن شقيق الفيلسوف المشهور لودفيغ فيتغنشتاين، وكانت أواصر الصداقة قد جمعت بين الاثنين عندما كان الكاتب يُعالَج في مصحة لأمراض الرئة، بينما كان باول نزيلاً على بعد خطوات منه في مستشفى الأمراض العقلية.
في نَفَسٍ سردي لا ينقطع يصف الكاتب النمساوي السنوات الأخيرة من عمر صديقه، التي تعكس أيضاً جزءاً من السيرة الذاتية لتوماس برنهارد، وتأملاته حول الحياة والموت، والأدب والفن، والعقل والجنون.
للصفحات في هذا الكتاب نصوص تفتقد إلى الهوية هنا كتبت ما أملته علي مشاعري وكنت تبعا لها إذ رافقتني طوال هذا الكتاب لذا لا تبحث لي عن عش فأنا أتعمد الانتقال من شعور إلى خر وعدم التقيد الكلي بالعاطفة بل وضعت القطرات التي جمعتها من كل بحر