مقالات أحاول فيها وضع النقاط على بعض القيم والمثل، التي تبعثرت وسط ضجيج المدنية والحضارة والعولمة، وتحت مسمى التقدم والتطور، الذي تسبب في وأد بعض مرتكزات مجتمعنا المحافظ.
أسلط الضوء على ما يهمني، ويهم مجتمعي وأهلي، محاولا ومجتهدا مذكرا نفسي أولا، ومذكرا من يقرأ كلماتي بأن دورنا كبير وعظيم، في الحفاظ على هذا الوطن الغالي.
وكما سترون، تركيزي الشديد على النساء، حيث لا كرها لهن أو تحيزا أو ميلا للرجال، وإنما إيماني بهن، بأنهن اللبنة الأساسية للأسرة والمجتمع، فهن الأمهات المربيات، وهن الزوجات المعينات، وهن البنات المدرسات المستقبليات، إن صلحت النساء وحافظن على إرثهن الأصيل، وتمسكن به، تلك الركيزة الجوهرية لصلاح المجتمع.
وكما أنكم سترون في كتاباتي، بعضا من اللهجة المحلية، التى أسردها تعمدا، لإيماني أنها أكبر وقعا على فئات كثيرة من المجتمع، وما هذا إلا حرصا مني، على أن يطال هذا الكتاب، أكبر قدر من الناس، وأن يفهم ما أرمي إليه كثير من العوام، وكما أنني اخذت في كتاباتي طابع حديث المجالس، من حيث النقاش والطرح, ومن حيث الأسلوب، منه كلام فصيح ومنه المحلي، حتى يصل بسهولة إلى الأذهان والقلوب، وأرجو أني قد وفقت في الجمع بينهما، وكما أنني حاولت أن اختصر أكبر قدر ممكن بدون إخلال في أي موضوع حتى يكون مستوفي الفهم والمعنى وأسأل الله التيسير والتوفيق والسداد.
. هذا العالم الخفي الذي ملأت قصصه أفواه البشر، فما بين مصدق ومكذب، مؤيد ومعارض، هناك أمور خفية تدور من حولكم لا يعلم عنها سوى القليل. وهنا في آخر حلقة من سلسلة كتب العهد الأخير سأحاول أن أبين لكم ما أستطيع تبيانه، وأحاول أن أعطي رموزاً سريةً لا يفهمها غير المتعمق في شأن الجان، رموزاً ستجعل الهاوي في حيرة من أمره، ستجعل عقله يتخبط بين حقيقة الأمر وأهواله. فها هنا سأسرد لكم قصة لم تُكتب من قبل، قصة حُورِبْت بسببها من قِبَل الثقلين، فسلام دائم للأحبة، وحرق مدمر للأعداء.
الإنسان القديم بداية الوجود وفجر التاريخ الأول عرف الطبيعة البكر التي كانت بالنسبة له مجهولا غامضا يمور بالأخطار المحدقة عند غياب الشمس فعاش في هذا الغموض أحقابا عديدة متتالية حتى ألف المحيط حوله وبدأ يصوغه بلمسته الإنسانية الأولى مبتعدا عن الهمجية والمشاعية ومرتقيا الدرجة الأولى في سلم التطور الطبيعي من هنا بدأت قصة الروح والوجود فقد جمع العقل البشري في بداياته معارف بدائية مكتسبة وجمع أيضا خبرات بسيطة من تجاربه اليومية التي كانت تهدف إلى البقا فقط وأصبحت الحياة العادية تجنح إلى الرقي والراحة فانتقل من العيش في عتمة الكهوف إلى العيش في الهوا الطلق وانقلب دوره من الهر وب كفريسة للحيوانات التي شاركته الطبيعة إلى صياد ومن صياد يلاحق الحيوانات إلى مرب لها ومن إنسان متنقل إلى إنسان مستقر قرب الأنهار والبحيرات الضخمة طمعا بالنباتات المتنوعة التي كانت بالنسبة له واحدة من مصادر القوت