اليوميات الممنوعة من النشر للمصور الفوتوغرافي و الخبير الجنائي سليمان أفندي السيوفي و الذي دون فيها تفاصيل قضية جنائية غامضة دارت أحداثها خلال فترة تفشي وبا الطاعون في القرن التاسع عشر بالقاهرة بعد ظهور جثة عائمة في مياه النيل تحمل الكثير من الأسرار بدأت الأحداث خلال فترة حبس سليمان أفندي في سجن ليمان الديميرخانة أشغال شاقة مؤبدة فئة م تحت وطأة ظروف قاسية مهلكة انعكست ثارها على حالته النفسية أدت إلى تفاقم اضطرابه الذي صنفه أطبا الأمراض العقلية كفصام بارانويدي شديد أعراضه تجمع بين أوهام الاضطهاد وجنون عظمة مصحوب بضلالات شديدة تضاعف تأثيرها بسبب توقف سليمان المفاجئ والاضطراري عن تعاطي أعشاب يوحنا المهدئة للأعراض ورغم ذلك فقد استطاع السيوفي أن يؤرخ لمغامرة مثيرة حفتها المخاطر من كل جانب
بعضهم يسمّيها (خدمة العلم)، وبعضهم يُطلق عليها تسمية (الخدمة الإلزاميّة)، ولكنّ أصدق تسميةٍ لها هي تلك التسمية التي يُطلقها عليها العامّة: (الإجباري)، الإجباري الذي مهما غلّفوه بالـ(سولوفان) الوطنيّ سيبقى من أثقل التجارب التي يمرّ بها الإنسان، سيعيش طويلاً، ويموت، ولنْ يختفي أبداً الإحساس الثقيل بأنّ على كتفه بندقيّة.
كنا هذه العائلة المثالية يجوب الحب أجوا منزلنا الدافئ إلى أن حلت بنا هذه المصيبة الكبرى دخلنا عالم السحر والجن ولا أعتقد بأنني سأعود لواقعية هذه الكوكب فهنا أرضي
التهم الغول الشيخ وابنه وانتبهت أنا من ضحكي تغير الوقت ولم أعد أنا دلشاد الذي كان أرجع بذاكرتي إلى ذلك اليوم فأرى عسكريا هنديا في بنطلون قصير يقف أمامي يأمرني بالوقوف ويسألني عمن أكون قلت له اسمي دلشاد وأنا من مسقط والغول ابتلع شيخي وابنه لكنه لم يفهمني رغم أني تكلمت بالأوردو التي تعلمتها في سوق مسقط وساقني أمامه إلى المخفر وهناك قلبتني الأيادي والأقدام بعنف شديد أردت أن أصرخ في وجه الأحذية والقبعات لكن ضحكتي سبقت صراخي فاهتاجوا أكثر وازدادت قوة ضرباتهم ثم فجأة توقفوا وقذفوني إلى الشارع مرة أخرى دون أن يسألني أحد عن شي أو حتى يوجهوا سبابة اتهام إلى وجهي وكأن كل حاجتهم مني كانت التدرب على الركل والصفع جررت جسدي ومشيت في أزقة مومبي وحاراتها كانت عيون الناس تلتفت إلى دشداشتي الممزقة ومشيتي العرجا لم تكن العيون تطيل النظر بل تستقر قليلا ثم تذوب تتجاوز ضعفي وبؤسي بسرعة وتذهب إلى مكان خر
ولليلتين بقيتا من شوال سنة إحدى عشرة وأربعمائة فُقد (الحاكم بأمر الله). وقيل أن سبب فقده أخته ست الملك, وكانت امرأة حازمة، وقيل أنها غضبت لأفعاله التي هددت استقرار الخلافة الفاطمية. وقيل بل تآمرت عليه جماعة سرية, حين قرب إليه رجلاً خطيراً يُدعى (الشيخ الأسود), وقيل بل اختفى لأن الله أرسل صاعقة من السماء فوق رأسه أحرقته بعد أن قال بأنه إله, وقيل أن بعض العامة قد تآمروا عليه, وقد انتشر الرعب والفزع في بر مصر كلها بسبب فرسان الظلام الذي أتى بهم ليحكموا ليل القاهرة.